تقارير وحوارات

أمجد فريد يحذر من تكرار مجازر الفاشر في كادوقلي المحاصرة

أفرابيا برس

في أكتوبر 2025، ومع اقتراب حصار مليشيا الدعم السريع لمدينة ⁧‫الفاشر‬⁩ من مآلاته الدموية بعد ثمانية عشر شهراً من الصمود، ظلت دولة ⁧‫الإمارات‬⁩ تضخ في عروق المليشيا شحنات من السلاح والعتاد المتطور، شملت أنظمة تشويش صينية بالغة التعقيد، في عملية إمداد حربي بوتيرة هي الأكبر والأكثف منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

استمر هذا التدفق العسكري بذات الوتيرة خلال نوفمبر، والآن، ومع دخول العالم موسم عطلات نهاية العام، تستنزف المليشيا هذا المخزون الضخم لتوسيع رقعة الحرب وتصعيد جرائمها، حيث تواجه مدينة كادوقلي في جنوب كردفان حصاراً مشابها لما حدث من مأساة في الفاشر بعد إغلاق كافة منافذ خروج المدنيين، وسط مؤشرات تنذر بأوضاع مشابهة في الأبيض والدلنج.

‏وبينما يغرق العالم في صمته المطبق أو يختار اللامبالاة المتعمدة، نجد أنفسنا على أعتاب تكرار حرفي لمجازر الفاشر التي تفرج عليها العالم وهي قيد الاعداد وهو يدرك تماماً أن الإبادة الجماعية على وشك الحدوث، قبل أن يشيح بنظره للاحتفال بأعياد الميلاد. وفي هذه الأثناء، تسعى الأبواق الإعلامية الإماراتية جاهدة لصرف الأنظار عن هذه الفظائع عبر استجرار معاركها القديمة مع الإسلاميين، لتشتيت الانتباه عن المجازر التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع هنا والآن.

‏إن هذا الصمت العالمي المطبق حيال جرائم المليشيا يتجاوز كونه سكوتاً ليصبح تواطؤاً مكتمل الأركان، إذ ليس بوسع أحدٍ أن يزعم عدم المعرفة. ظلت الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وماكينة الدبلوماسية الدولية بأسرها، على دراية تامة بما كانت تعد له المليشيا في الفاشر، وهو ما كررته من قبل بالأسلوب نفسه في الجنينة والخرطوم والجزيرة. ورغم مئات التقارير وشهادات آلاف الضحايا، لم تتحرك خلية واحدة لوقف هذا النزيف. واليوم، لا تزال أصوات تلك الجهات صاخبة في كل شأن، إلا حين يتعلق الأمر بوقف الفظائع الوشيكة، لتعلو ضجة صمتهم وتخاذلهم مع كل نفسٍ تُزهق في ظل هذا الإهمال والتواطؤ المتعمد.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى