
الدمعة تاوقت القلوب
واتوسد الفرح التراب
وأتعزز اللحن الطروب
وتقاسم الهم والعذاب
والعبرة في جوف الوطن
قمر الفنون الليلة غاب
ما لسة بدري على الرحيل
بس سيرة في اروع كتاب
خيم الحزن يوم أمس على عموم أهل السودان وبصفة خاصة (الكردافة) وبصفة أخص أهل الفن وجمهور الفنان العملاق عبد القادر سالم الذي ودع الفانية بعد صراع طويل مع المرض…..رحل صاحب حليوة يا بسامة…الفايح (نسامة) الريدة في قلوبنا الله علامة….ومكتول هواك يا كردفان….وليمون بارا ويباع الصبر ما باع…واللوري حل بي دلاني في الودي والليلة غاب تومي وودعة وجيناكي
الراحل الدكتور عبد القادر سالم المولود بجنوب كردفان في العام 1946 ولد في بيئة غنية بالتنوع الفني والثقافي والفكري وشب في أرض منحته العزة والكبرياء وعزة النفس وأعطته من مخزونها الإبداعي ما جعلة (فيثارة) في سموات الإبداع… ففي كردفان الغرة بزغ نجمه وعطر ليالها المقمرة بأغاني المردوم ومفردات التراث الكردفاني الطروبة.
غنى ود سالم للجمال وللوطن وللحب فأبدع وأجاد ومنح شعب السودان أروع الأغنيات وأشجى الألحان وكتب بأحرف من نور أروع سيرة للفن السوداني الأصيل….تغنى بحب الوطن ودخل قلب كل سوداني فأصيح ايقونة في فضاء الفن السوداني الاصيل وتربع على عرش الأغنيات السودانية بصوته المميز وطريقة اداءه الفريدة وصقل ذلك بالعلم والمعرقة وجعل للموسيقى رونقا آخر فجمع بين الوتر والكفر في صباه فكان حارسا ممتازا عطر ميادين الرياضة بعروس الرمال بالسهل الممتنع فحرس عرين مدرسته الوسطى بالأبيض حتى رصدته أعين الكشافة الرياضيين فضموه لأحد أنديتها إلا أن الفن سرقه عن الرياضة فتوقفت مسيرته الكروية باكرا….إنه الإبداع والتفرد والتميز فكان كالنسمة العابرة دخل القلوب وتربع في عرشها وسكن نفوس المرهفين والتعابا والغبش فألفه الهامش ووجد عند روضته الراحة والأطمان وأفتتن بفنه الجميل عامة الناس.
شيع أهل الفن وعامة السودانيين يوم أمس بمقاير حمد النيل بأمدرمان عميد الفن السوداني عبد القادر سالم لمثواه الأخيرة وسط مشاركة واسعة تقدمها زملاء الفقيد ومحبيه الذين ودعوه بالدموع وتعديد المآثر ونعوه بعد مسيرة فنية حافلة أثرت الساحة السودانية پأروع الألحان فكان الراحل سفيرا لبلاده في أكثر من محفل فعرفته أوربا وأسيا والوطن العربي وإفريقيا لفنه الاصيل ولحنه الطروب.
رحل عن دنيانا عبدالقادر الرجل المسكون بالإبداع والفنان الرسالي الذي غني للسلام والمحبة ونبذ الفتن والتفرقة بين السودانيين وكانت أعظم مشاركته في هذا الجانب خلال أوبريت “عشان بلدنا” الذي غنى فيه:
نفرح ساي في الله
كيتاً في النحيب..
ولداً يسعى للشر
ركبا ترا بيخيب..
زُرّاعة الفتن الناس مي أهل
سُبّة كلام ده عيب..
طمبور ود علي
وزغرودة أم سبيب..
فرحك إن شرق
بتّان حزنك بغيب..
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته بقدر عطائه الذي عمل على توحيد الوجدان السوداني.